سميت سورة النساء بهذا الاسم لكثرة ما ورد فيها من الأحكام التفصيلية المتعلقة بالنساء، من ميراثهن، وحقوقهن الزوجية، ومعاملتهن، والأحكام الخاصة بهن.
يتناول الموضوع الرئيسي لسورة النساء تنظيم شؤون الأسرة والمجتمع، وحماية حقوق الضعفاء، وخاصة النساء والأيتام، وترسيخ العدل والمساواة بين الناس، بالإضافة إلى بيان أحكام المعاملات والأخلاق.
تضمنت سورة النساء تفصيلاً دقيقًا لأنصبة الميراث للورثة من الرجال والنساء، مثل نصيب الأب والأم والزوج والزوجة والأولاد، وشروط استحقاق كل وارث. كما فصلت أحكام الوصية.
كفلت سورة النساء للمرأة حقوقًا عديدة، منها: الحق في المهر، والحق في النفقة الزوجية، والحق في الميراث، والحق في عدم الإكراه على الزواج، والحق في العدل بين الزوجات، والحق في معاملة حسنة.
ذكرت سورة النساء المحرمات من النساء في الزواج بسبب القرابة (كالأم والأخت والعمة والخالة وبنات الأخ وبنات الأخت)، والمحرمات بسبب الرضاع (الأم من الرضاعة والأخت من الرضاعة)، والمحرمات بسبب المصاهرة (زوجات الآباء وأمهات الزوجات وبنات الزوجات اللاتي دخل بهن).
حذرت سورة النساء بشدة من أكل أموال اليتامى بالباطل، وأمرت بحسن رعايتهم وحماية حقوقهم، وإعطائهم أموالهم كاملة عند بلوغهم سن الرشد، ونهت عن تبديل الخبيث بالطيب من أموالهم.
حثت سورة النساء على العديد من الآداب والسلوكيات الحميدة، مثل: العدل في القول والعمل، والأمانة في التعامل، والإحسان إلى الوالدين والأقارب واليتامى والمساكين، والصدق في الشهادة، والاجتناب عن الغيبة والنميمة، والوفاء بالعهود والمواثيق.
تتضمن قصة بني إسرائيل في سورة النساء دروسًا مهمة، منها: التحذير من مخالفة أوامر الله، والتحذير من التحريف والتغيير في الدين، والتحذير من التفرق والاختلاف، والتأكيد على أهمية اتباع الحق والعدل.
تفسير قوله تعالى: {وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} هو النهي عن الحسد وتمني زوال النعمة عن الآخرين، وأن يرضى كل شخص بما قسم الله له، وأن يسعى لزيادة رزقه وقدراته بالعمل الجاد والمشروع، بدلًا من تمني ما عند غيره. وتدعو الآية إلى الإيجابية والسعي والعمل.
المقصود بـ "أولي الأمر" في سورة النساء هم الحكام والعلماء والقادة الذين يتولون شؤون المسلمين. طاعتهم واجبة في المعروف، أي في الأمور التي لا تخالف شرع الله. فإذا أمروا بمعصية، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.