سميت سورة المائدة بهذا الاسم لذكر قصة المائدة التي طلبها الحواريون من عيسى عليه السلام لتكون آية لهم من الله، وقد وردت القصة في الآيات 112-115 من السورة.
تتناول سورة المائدة مجموعة من المواضيع الهامة، منها: الوفاء بالعقود، التحذير من نقض العهود، أحكام الذبائح والأطعمة، أحكام الوضوء والصلاة، تحريم الخمر والميسر، أحكام القصاص والحدود، أحكام أهل الكتاب، والتحذير من موالاة الكفار.
يُذكر أن الآية "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" (المائدة: 3) تعتبر من أشد الآيات في القرآن الكريم، لأنها تدل على كمال الدين وتمام النعمة من الله على المسلمين.
ورد في سورة المائدة العديد من الأحكام الشرعية الهامة، منها: أحكام الوضوء، أحكام الذبائح، تحريم بعض الأطعمة، أحكام القصاص والحدود، تحريم الخمر والميسر، أحكام أهل الكتاب، أحكام اليمين، وأحكام الصيد.
تذكر سورة المائدة أن الحواريين طلبوا من عيسى عليه السلام أن ينزل عليهم مائدة من السماء تكون لهم عيدًا ولآخرهم وآية من الله. استجاب الله لدعائهم وأرسل المائدة، لكنه حذرهم من الكفر بعد ذلك، وإلا عذبهم عذابًا شديدًا.
الآية التي تتحدث عن إكمال الدين في سورة المائدة هي: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" (المائدة: 3).
أباحت سورة المائدة أكل ذبائح أهل الكتاب (اليهود والنصارى) بشرط أن يذكر اسم الله عليها، وأن لا تكون مما حرمه الله كالخنزير والميتة. قال تعالى: "اليوم أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ" (المائدة: 5).
تحذر سورة المائدة من اتخاذ اليهود والنصارى أولياء، وذلك في قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" (المائدة: 51).
تؤكد سورة المائدة على أهمية الوفاء بالعقود والعهود، وتعتبر الوفاء بالعقود من أبرز صفات المؤمنين. وقد افتتحت السورة بقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ" (المائدة: 1)، مما يدل على عظم هذه الصفة وأهميتها في الإسلام.
ذكرت سورة المائدة عقوبة المحاربين لله ورسوله والساعين في الأرض فسادًا، وهي: أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض، ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم. (المائدة: 33).