تتضمن قصة يوسف عليه السلام العديد من الدروس والعبر، منها: أهمية الصبر والثبات على الحق، فضل العفو والتسامح، عاقبة الظلم والحسد، حكمة الله وقدرته في تدبير الأمور، وأهمية التوكل على الله في الشدائد والمحن.
من أبرز المعجزات التي ظهرت في قصة يوسف عليه السلام هي قدرته على تأويل الأحلام، حيث فسر رؤيا الملك بدقة متناهية مما أنقذ البلاد من مجاعة عظيمة. كما أن قميصه كان سبباً في شفاء والده يعقوب عليه السلام من العمى.
سُميت سورة يوسف بأحسن القصص لجمال أسلوبها البلاغي وروعة سردها للأحداث، ولأنها تتضمن عبرًا وحِكمًا عظيمة، وتجمع بين عناصر التشويق والتأثير العاطفي والتوجيه الأخلاقي، كما أنها تعرض قصة متكاملة الأركان من البداية إلى النهاية، وتوضح كيف تتحول المحن إلى منح بفضل الصبر والتوكل على الله.
رأى يوسف عليه السلام في صغره رؤيا أن أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر يسجدون له. وقد فسرها والده يعقوب عليه السلام بأنها دلالة على علو شأنه ومكانته الرفيعة بين الناس.
لعب قميص يوسف دورًا محوريًا في القصة. فقد استُخدم أولاً كدليل كاذب لادعاء إخوته أن الذئب أكله. ثم استُخدم لاحقًا كبشارة ليعقوب عليه السلام على حياة يوسف، وأخيرًا كان سببًا في شفائه من العمى عندما أُلقي على وجهه.
تدل مكانة يوسف عليه السلام في مصر على علمه وحكمته وأمانته، حيث أصبح عزيز مصر بعد أن أظهر كفاءته في إدارة شؤون البلاد خلال سنوات القحط، وأصبح موضع ثقة الملك والشعب.
ظهرت في قصة يوسف عليه السلام أخلاق عظيمة، منها: الصبر، والعفة، والأمانة، والعفو، والتسامح، والعدل، والإحسان، والتوكل على الله، والشكر لله على النعم.
تعرض يوسف عليه السلام لفتنة عظيمة في بيت العزيز، حيث راودته زوجة العزيز عن نفسه، ولكنه امتنع وخاف الله، وآثر السجن على الوقوع في الفاحشة، مما يدل على عفته وطهارته.
بعد أن عرف إخوة يوسف أنه عزيز مصر، شعروا بالخجل والندم الشديدين على ما فعلوه به في صغره، وطلبوا منه العفو والمسامحة. وقد عفا عنهم يوسف وتجاوز عن إساءتهم، ودعا لهم بالمغفرة والرحمة.
تؤثر قصة يوسف عليه السلام على حياة المسلم بالعديد من الطرق، فهي تعلمه الصبر على البلاء، والتوكل على الله في الشدائد، والعفو عن المسيء، والإحسان إلى الناس، والتفاؤل بالمستقبل، والثقة في حكمة الله وتدبيره للأمور.