تناولت سورة الرعد قضايا التوحيد، والوحي، والبعث، والجزاء، مع التركيز على عظمة الله وقدرته الظاهرة في الكون من خلال آياته المتنوعة كالرعد والبرق والمطر والنبات. كما تحدثت عن مصير المكذبين والمعرضين عن الحق، وعن جزاء المؤمنين المتقين.
لم يرد في فضل سورة الرعد أحاديث صحيحة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولكن، تلاوة القرآن الكريم عمومًا لها فضل عظيم وبركة، وسورة الرعد جزء من هذا القرآن الكريم، فيستحب قراءتها وتدبرها.
يعتبر الكثيرون الآية الثالثة عشرة من سورة الرعد (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ) من أعظم آيات السورة؛ لأنها تبيّن عظمة الله وقدرته المطلقة، وأن الكون كله يسبح بحمده، وأن الرعد نفسه يسبح الله، وأن الملائكة تخافه، وأنه سبحانه قادر على إرسال الصواعق ليصيب بها من يشاء، ومع ذلك يجادل الكافرون في وجوده وقدرته.
معنى قوله تعالى 'لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ' في سورة الرعد (الآية 38) أن لكل شيء وقتاً محدداً ومقدراً عنده سبحانه وتعالى، وكل شيء مكتوب ومسجل في اللوح المحفوظ. فالأجل هو الوقت المحدد لنهاية الشيء، والكتاب هو العلم الإلهي الذي يحيط بكل شيء قبل وقوعه.
ذكر الرعد والبرق في سورة الرعد دلالة على عظمة الله وقدرته الباهرة في الكون. فالرعد بصوته الهائل والبرق بضيائه الخاطف هما من آيات الله التي تدل على قدرته المطلقة، وتذكر الإنسان بعظمة خالقه، وتدعوه إلى التأمل والاعتبار.
المحتوى الرئيسي للآية 11 من سورة الرعد (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) هو أن الله تعالى لا يغير حال قوم من النعمة إلى النقمة أو من العز إلى الذل، إلا إذا غيروا ما بأنفسهم من الإيمان إلى الكفر ومن الطاعة إلى المعصية ومن الخير إلى الشر. فهذه الآية تحث على الإصلاح الذاتي والتغيير الإيجابي من أجل الحصول على رضا الله وتوفيقه.
هناك ترابط وتكامل بين سورة الرعد وسورة إبراهيم. فسورة الرعد تتحدث عن آيات الله في الكون وعظمة قدرته، بينما سورة إبراهيم تركز على شكر النعم وتذكر بآلاء الله على عباده. كلتا السورتين تدعوان إلى الإيمان بالله وتوحيده، وتذكران بعاقبة المكذبين والمعرضين عن الحق.
أبرز الدروس المستفادة من قراءة سورة الرعد: التوحيد الخالص لله، التأمل في عظمة الله وقدرته في الكون، الإيمان بالبعث والجزاء، الاستقامة على دين الله، تغيير النفس للأفضل لنيل رضا الله وتوفيقه، شكر الله على نعمه، والخوف من عذابه.