تتناول سورة إبراهيم مواضيع عدة أبرزها: توحيد الله ونبذ الشرك، وبيان فضل الإيمان وعاقبة الكفر، وقصص الأنبياء السابقين كنوح وموسى وإبراهيم عليهم السلام، وشكر النعم وتجنب كفرانها، والتذكير بيوم القيامة والحساب، ودعوة الناس إلى التدبر في آيات الله.
تذكر السورة دعاء إبراهيم عليه السلام لربه بعد أن أسكن ذريته بواد غير ذي زرع عند بيت الله الحرام. دعا لهم بالأمن والرزق وأن يجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم، وأن يرزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون. كما دعا ربه أن يجنبه وبنيه عبادة الأصنام.
سُميت سورة إبراهيم بهذا الاسم لاشتمالها على دعاء إبراهيم عليه السلام، وقصته مع قومه، وموقفه من عبادة الأصنام، إضافة إلى ذكر فضله ومكانته العالية عند الله.
العبرة المستفادة من قصة نوح عليه السلام في سورة إبراهيم هي التحذير من الاستكبار والإعراض عن دعوة الحق، وبيان عاقبة المكذبين لرسل الله، وأن النصر في النهاية يكون للمؤمنين الصادقين.
تذكر سورة إبراهيم عقوبات شديدة للكافرين، منها العذاب الأليم في الدنيا والآخرة، وأنهم لن يجدوا من دون الله وليًا ولا نصيرًا، وأنهم سيُسقون من ماء صديد، ويتجرعونه ولا يكادون يسيغونه، ويأتيهم الموت من كل مكان وما هم بميتين، ومن ورائهم عذاب غليظ.
المقصود بالكلمة الطيبة هي كلمة التوحيد والإيمان بالله، والتي تثبت في القلب وتنتشر نفعًا، وشبهت بالشجرة الطيبة ذات الأصل الثابت والفروع العالية. أما الكلمة الخبيثة فهي كلمة الكفر والشرك، والتي لا تثبت ولا تنفع، وشبهت بالشجرة الخبيثة التي اقتلعت من فوق الأرض ما لها من قرار.
الآية التي تتحدث عن إنزال القرآن في سورة إبراهيم هي: "الر ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ" (إبراهيم: 1)
من الدروس المستفادة من دعاء إبراهيم عليه السلام لذريته: أهمية الدعاء للأبناء بالهداية والصلاح، طلب الأمن والرزق لهم، الحرص على توحيد الله وتجنب الشرك، الاهتمام بالذرية من الناحية الدينية والدنيوية، والتضرع إلى الله بإخلاص.
تؤكد سورة إبراهيم على أهمية شكر الله على نعمه، وتحذر من كفران النعم. فالله وعد بزيادة النعم للشاكرين وتوعد بعذاب شديد للكافرين، كما جاء في قوله تعالى: "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ" (إبراهيم: 7)
قراءة سورة إبراهيم والتدبر في معانيها لها أهمية كبيرة، حيث تساعد على فهم عظمة الله وقدرته، والتفكر في قصص الأنبياء السابقين وأخذ العبر منها، والتحذير من الشرك والكفر، والترغيب في الإيمان والعمل الصالح، والتذكير بيوم القيامة والحساب، وبالتالي تقوية الإيمان وزيادة التقوى والعمل بما يرضي الله.