سُمّيت سورة الحجر بهذا الاسم نسبة إلى قصة أصحاب الحِجر الذين كذبوا الرسل، وذكرهم الله تعالى في السورة للعبرة والموعظة.
نزلت سورة الحجر في مكة المكرمة، فهي سورة مكية.
تركز سورة الحجر على عدة مواضيع رئيسية، منها: إثبات الوحي والرسالة، وتسلية النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر قصص الأمم السابقة للعبرة، والتحذير من الاستهزاء بالدين، وبيان قدرة الله وعظيم خلقه.
أصحاب الحِجر هم قوم ثمود الذين أرسل الله إليهم النبي صالح عليه السلام. وقد نحتوا بيوتهم في الجبال وكانوا يتمتعون بالرخاء، لكنهم كذبوا صالحًا وعقروا الناقة التي كانت معجزة لهم، فأهلكهم الله بعذاب شديد.
الآية التي تتحدث عن حفظ الله للقرآن الكريم في سورة الحجر هي: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" (الحجر: 9).
تدل هذه الآية على أمر الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بأن يجهر بالدعوة إلى الإسلام ويبلغ رسالته دون خوف من المشركين، وأن يعرض عن جدالهم ومحاجتهم.
تذكر سورة الحجر قصة إرسال الملائكة إلى إبراهيم عليه السلام ليبشروه بإسحاق، ثم لإهلاك قوم لوط، وتوضّح أن الملائكة جاؤوا إبراهيم بصورة بشر، وأخبروه بمهمتهم.
تذكر سورة الحجر أن الملائكة أرسلوا لإهلاك قوم لوط بسبب فاحشة اللواط التي كانوا يرتكبونها. وقد قلب الله عليهم قريتهم وجعل عاليها سافلها، وأمطر عليهم حجارة من سجيل.
تختتم سورة الحجر بالحث على عبادة الله تعالى والاستغفار، وتذكير النبي صلى الله عليه وسلم باليقين بالموت والرجوع إلى الله، في قوله تعالى: "وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ" (الحجر: 99).
من أبرز الدروس المستفادة من سورة الحجر: أهمية الإيمان بالوحي والرسالة، التحذير من الاستهزاء بالدين، الاعتبار بقصص الأمم السابقة، الثقة بحفظ الله لكتابه، وأهمية الإخلاص في العبادة واليقين بالله تعالى.